بسم الله الرحمن الرحيم
محمد عليه الصلاة و السلام رائد الحفاظ على البيئه
لقد قام أحد المستشرقين الأجانب بكتابة مقال عن الرسول الكريم(محمد صلى الله عليه وسلم)بعنوان (محمد رائد الحفاظ على البيئه)وهو كاتب يدعى فرانسيسكا دو شاتل وقد قال (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طيرًا أو إنسان أو بهمه له به صدقه)
ومع ذلك فإن قرائة الأحاديث النبويه ترينا أنه كان واحدا من أشد المنادين بحماية البيئه وواحدا من الذين يسعون لإقامة توازن متناسق بين الإنسان و الطبيعه. ويمكننا القول بأنه كان على صلة حميمه بعناصر الطبيعه الأربع...التراب و الماء و النار و الهواء
*المبادئ الثلاثه:-
إن فلسفة محمد البيئيه هى أولا و قبل كل شئ فلسفه شامله مترابطه.إذ تقوم عى أن هناك صله أساسيه و إرتباطا متبادلا بين عناصر الطبيعه. على أن هذا الإعتقاد يمثل بالأحرى المبدأ الذى تنهض عليه جميع أقوال محمد و أفعاله. إنها فلسفة حياته التى تستطيع على ضوئها أنا نبصر ملامح الشخصيه.
إن أهم ثلاثه مبادئ فى الفلسفه المحمديه المتعلقه بالطبيعه تقوم على تعاليم القرأن و مفاهيم الوحدانيه و خلافة البشر و الثقه فى الإنسان. و يمثل التوحيد حجر الزاويه فى دعوة الإسلام و هذا التوحيد يراعى الحقيقه التى تقول بوجود خالق واحد للكون و أن الإنسان مسؤل أمامه عن أعماله.
و يقر محمد بأن الإسائه لأى مخلوق من مخلوقاته سواء أكان كائنا حيا أو مصدرا من مصادر الطبيعه ذنبا من الذنوب يجازى عليه الإنسان. أما مفهوم الخلافه البشريه فى الأرض و الثقه فى الإنسان ينبعان من مبدأ الوحدانيه. و رغم هذا نرى القرأن مرارا و تكرارا ينهى الإنسان عن الكثير منبها إياه إلى أنه ليس أفضل من سائر المخلوقات قال تعالى
(وما من دابه على الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا فى الكتاب من شئ ثم إلى ربهم يحشرون)صدق الله العظيم.
و يعترف محمد بمسئولية الإنسان أمام ربه ومن ثم نجده يقول: ( إن قامت على أحدكم القيامه وفى يده فلسه فليغرسها). و بالمثل نراه يحض أصحابه على التشارك فى موارد الطبيعه إذ يخاطبهم قائلا (المسلمون شركاء فى ثلاث :الماء و الكلأ و النار). كما يعد حرمان العطشان من الماء إثما يعاقب عليه: (من منع فضل مائع أو فضل كلئه منعه الله فضله يوم القيامه).
*الإستخدام الرشيد للأرض:-
(جعلت لى الأرض مسجدا و طهورا). فى هذا الحديث يؤكد محمد الطبيعه المقدسه للأرض بوصفها ماده مطهره . و ينظر محمد إلى الأرض على أنها مسخره للإنسان ولكن لا ينبغى له مع ذلك أن يفرط في إستخدامها أو يسئ إلى إستعمالها . الحفاظ على الأرض و غيرها من الطبيعيات جعل محمد عددا من المحميات.
ولم يشجع محمد فقط الإستعمال الرشيد للأرض البور . إذ جعل زرع شجره أو غرس بذره أو سقى أرض عطشى من أعمال البر و الإحسان: (من أحيا أرضا ميته فله فيها أجر).
*المحافظه على الماء:-
فى البيئه الصحراويه التى كان يعيش فبها محمد يعد الماء مرادفا للحياه كذلك كان الإقتصاد فى الماء و المحافظه على طهارته قضيتين مهمتين عند محمد .و لقد رأينا كيف أمر بالإقتصاد فى الماء .
و يضيف البخارى قائلا: (وكره أهل العلم الإسراف فيه و أن يجاوزوا فعل النبى صلى الله عليه و سلم ). وبالمثل منع محمد من تلويث المياه . وذلك بمنع التبول فى الماء الراكد.
*معامله الحيوانات:-
يقول محمد : (من قتل عصفور فما فوقها بغير حق سأل الله عز وجل عليها يوم القيامه). وهو حديث يعكس إجلال محمد للحيوانات و بخاصه الخيول و الإبل بأنها نعم رفيق فى السفر وفى المعارك .و نجده يقول (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامه). وحتى فى ذبح الحيوانات نجده يبدى قدرا عظيما من الرقه و المرحمه .ومن هذا نجده يأمر بإستعمال سكين حاد فى الذبح و إتباع طريقه مسئوله من شأنها أن تزهق روح الحيوان سريعا.
*وختاما : نقول أنه من المستحيل إيفاء المدى الذى بلغته فلسفة محمد البيئيه و كذلك الأهميه التى تستأهلها حقها فى هذه المقاله القصيره. للأسف فإن الإنسجام الذى دعا له من بين الإنسان و بيئته قد تم تجاهله فى أيامنا هذه إلى حد بعيد.
لقد حاولت أن أختصر المقال فى أصغر شكل ممكن و أتمنى أن ينال إحجابكم و أنتظر ردودكم.
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
الجمعة أبريل 02, 2010 8:13 am من طرف زائر
