قصيده لا تنتظر أحد فلن يأتى أحد
لا تنتظر أحد..
فلن يأتى أحد
لم يبق شئ غير صوت الريح
و السيف الكسيح..
ووجه حلم يرتعد
الفارس المخدوع ألقى تاجه
وسط الرياح..وعاد يجرى خائفا
و اليأس بالقلب الكسير قد إستبد
صبور على الجدران ترصدها العيون
وكلما إقتربت..تطل و تبتعد
فقد عاد يذكر و جهه
و العزم فى عينيه..
و الأمجاد بين يديه..
و التاريخ فى صمت سجد
الفارس المخدوع فى ليل الشتاء
يدور مذعورا..
يفتش عن سند
يسرى الصقيع على وجوه الناس
تنبت وحشة فى القلب..
يفرع كل شئ فى الجسد
فى ليلة شتوية الأشباح
عاد الفارس المخدوع منكسرا
يجر جواده
جثث الليالى حوله
غير الندامه ما حصد
ترك الخيول تفر من فرسانها
كانت خيولك ذات يوم..
كالنجوم بلا عدد
أسرفت فى البيع الرخيص
وجئت تدعوا من أعاديك المدد!
باعوك فى هذا المزاد..
فكيف تسمع زيف جلاد وعد؟!
الفارس المخدوع ألقى رأسه
فوق الجدار..
وكل شئ فى جوانحه همد
هربت خيولك من صقيع اليأس..
فالشطآن حاصرها الزبد
لاشئ للفرسان يبقى..
حين تنكسر الخيول
سوى البريق المرتعد
وعلى إمتداد الأفق تنتحب المآذن..
و الكنائس..و القباب..
و صوت مسجون سجد
هذى الخيول ترهلت
ومواكب الفرسان ينقصها
مع الطهر.. الجلد
هذا الزمان تعفنت فيه الرءوس
وكل شئ فى ضمائرها فسد
إن كان هذا العصر
قد قطع الأيادى و الرقاب
فكيف تأمن سخط بركان خمد؟!
هذى الخيول العاجزه
لن تستطيع الركض..
فى قمم الجبال..
وكل ما فى الأفق أمطارٌ.. و رعد
ماذا سيبقى للجواد إذا تهاوى
غير أن يرتاح فى كفنٍ..ولحد؟!
الفارس المكسور ينظر..
و السماء تطل فى غضبٍ
وبين دموعها..
تخبو مواثيق..وعهد
خدعوك فى هذا المزاد
طننت أن السم شهد
قتلوك فى الأمس القريب
فكيف تسأل قاتليك
بأن تموت بحبل ود؟!
قد كنت يوما ..
لا ترى للحلم حدًّا..أى حد
و الآن حاصرك المرابى
فى المزاد بألف وغد
هذا المرابى..
سوف يخلف كل يوم بألف وعد
لا تحزنى أم المدائن..لا تخافى
سوف يولد من رماد اليوم غد
فغدا ستنبت بين أطلال الحطام..
ظلال بستان..وورد
وغدا سيخرج من لظى هذا الركام
صهيل فرسان..ومجد
الفارس المكسور
ينتظر النهايه فى جلد
عينان زائغتان..
وجه شاحب..
وبريق حلم فى مآقيه جمد
لا تنتظر أحدا..
فلن يأتى أحد
فالآن حاصرك الجليد..
إلى الأبد