تنهيده قلب
زعم الهوى جنة الخلد كاذب *** فللعشق الم في الروح واجع
فلا الأمر ملك يمينك فهو *** قدرك في الحياة وطالع
وكان الروح منك تسلب *** وكأن القلب لربه راجع
لأجلها تنسى قيمك وقومك *** ولرضاها للكل أنت بائع
وتخلق كل الأعذار لنفسك *** وكل حماقاتك عنها مدافع
فلما يصيبك الهوى بسهمه *** كمن شارف نهايته عطشا جائع
برضاك تأكل ثمر الحنضل *** فالطعم مر لكن الجوع لاذع
لا أنا مدرك لما تفعله *** ولا أنت نفسك بفعلك قانع
فلا نصح يجدي معك وقتها *** فقد استسلمت لحبها ولست راجع
لأجلها تسهر الليل ساهدا *** تدمي عينك وتظلم نفسك فما الدافع ؟
وبكلمة منها وبنت شفة تفرح *** بدون كلام تشكر الرب وهو سامع
ولها تختلق الأحاديث لتثبت لها *** بأنك محنك وفي الدنيا خبير بارع
وكل عاشق في الهوى يكذب *** ويتنكر من ماضيه والأمر شائع
بحق الله اخبرني أتستحق منك *** أن تبقى مجروح القلب دامع ؟
أتخالها تذرف الدموع عليك ؟ *** أتظن دمعك وألمك لجفائها مانع ؟